الأحد، 13 نوفمبر 2011

روح غريبة



 الحر هو من يخلق عالم يحيا فيه بعيدا عن البشر 
تلك هي كلماتها التي دائما ما ترددها فهي لاتريد الخروج من عالمها الذي خلقته لتحيا فيه والذي خلقت فيه أيضا عائله وأناس كثيرون حتي تستطيع الحياه في عالم متكامل ، هي الان طريحه للفراش في احدي المستشفيات غائبه تماما عن عالمنا تحيا في عالمها يحاول كل من يعرفها أن يعيدها الي وعيها ولكنها مستسلمه بطريقه غير عاديه لغيبوبتها فتجد أبيها يمسك بيدها ويذكرها أنه لن يغضبها بعد الان ولن يجعلها مجبره علي فعل شئ ، هي لاتعير لهذه الكلمات اي اهتمام لأن ابيها في عالمها لا يحدثها وانما ينظر لها نظرات أب لايريد سوي السعاده لابنته لا يعدها بشئ بل يترك كل شئ للظروف فيكفيها ابتسامته التي تشعرها بأن الدنيا جميله بدون وعود يترك الاب المجال لوالدتها فتستخدم الام سلاح كل الامهات وهو البكاء والمناشده ليحن قلب ابنتها ولكن البنت تبتسم وكلما زادت أمها في البكاء ابتسمت هي فتتذكر وتقارن بين امها التي اخذتها لجارتها لأجرء عملية الختان وهي لاترحم دموعها والتي اجبرتها ان تتزوج من شخص لتكون مجرد جسد يملكه غيرها ليخرج فيه كل أمراضه النفسيه فيها وبين أمها التي تحتضنها بعيونها في كل الاوقات وتتذكر بالرغم انها قاربت علي العشرين الا ان أمها التي تبكي علي سريرها لم تحتضنها ولو لمره في حياتها سوي يوم زفافها حتي في هذا اليوم أحتضتنتها لتعرف هل سيقتنع زوجها بها ام لا ؟! أصوات مختلفه داخل الغرفه الصغيره في المستشفي ولكنها لاتسمع منها شئ فهي تستمتع بالاشجار وتقطف الورود المنتشره في شوارع عالمهاولكن شئ ما جعلها تنتفض تصرخ هل هي صحوة الموت أم عوده الي الحياه ؟! تنادي الام علي الطبيب يجتمع اقاربها حول سريرها وهي تصرخ وتبكي من ايقظني ؟! من أيقظني ؟! تنظر الي يدها فتجد دماء تسيل علي أصابعها ينظر أقاربها بدهشه الي يدها فلا يوجد اي شئ يسبب أصابتها وهي تبكي وتقول " كنت اظن أن عالمي بدون أشواك قطفت الورده ولم انظر تحتها ولكن حديقتي في عالمي ملكي وملك لكل الناس لا احتاج الي المال لادخلها وكيف أحتاج المال والعالم عالمي حديقتي لايوجد بها أشواك أنتم من زرعها حاولت التخلص من كل شئ يربطني بعالمكم ولكن تركتم لي بقايا منه "
الكل يبكي حولها ولكن دموعهم ليست عليها فقط وانما علي انفسهم يستمر المشهد لساعات ترحل بعدها الشمس عن عالمها وعالمهم ليموت عالمها ويبقي عالمهم يتردد فيه صوت المنادي ينادي عليها لقد رحلت ولن تعود مره اخري الي أي عالم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق