حوار مع ميت
"لا يقدر احد ان يهزم الظلام الذي يسكن الدنيا في الليل الا اذا اضاء شيئا يحترق ولكي تضئ الجزء المظلم في حياتك لابد ان تحترق لانك لن تجد من يحترق ليضئ لك حياتك"
كنت اسمع هذه الكلمات كل ليله وكانها صدي لصوت بعيد ولكن اين يسكن هذا الصوت وذات ليله قررت ان اتتبع هذا الصوت لاعرف اين يسكن مصدره نزعت من داخلي الخوف وتركت اذني تقودني الي مصدر الصوت واشرت بيدي الصوت من هنا ولكن يدي ظلت مرفوعه تشير ووجهي ينظر الي مصدر الصوت في ذهول انها المقابر الصوت من هنا المقابر
لا اري سوي مقابر يسكنها الموتي ولكن هل يوجد سكان للمقابر سوي الموتي
فوجدت الصوت ينادي "وهل الموتي يسكنون المقابر؟!!
سيطرت الدهشه علي كل ملامحي ولم افكر فيما قال لان تفكيري قد اصيب بالشلل فوجدته يكرر
"وهل الموتي يسكنون المقابر ؟ المقابر هي التي تسكن الاشخاص ابحث بداخلك ستجد مقبره ؟
كنت افكر في العوده من نفس الطريق ولكني لم استطع نظرت الي من يحدثني فوجدته ينظر لي نظرة سخريه وبدأت اساله
" هو انت ميت"
زادت نظرة السخريه علي وجهه وقال
"من زمان بس مش ساكن هنا"
تملكت الحيره من كل ملامحي
" انت مت بس مش ساكن هنا امال ساكن فين"
ضحك بسخريه شديده وقال
" بقولك مت هاسكن ليه "
واقترب مني فدب الخوف في قلبي فقال " ما تيجي معانا
فقلت" بس انا ساكن في الدنيا"
وكان ملامح السخريه اصبحت جزء من مظهره قال " ما حدش ساكن هنا "
طيب ايه رايك هسالك سوال لو جاوبت هاسيبك تسكن في الدنيا ولو معرفتش تجاوب هتيجي معايا "
فاوات براسي باالايجاب
فقال " انت ليه مش عاوز تيجي معايا " فنظرت له بدهشه
فوجدته يهدد " جاوب "
فارتبكت فامسكني من يدي وقال " جاوب "
فقلت " عشان انتو ميتين لكن انا لسه عايش
" فوجدته يصرخ في " مرتاح في الحياه دي "
فقلت لا فقال احنا مرتاحين
ساد الصمت لفتره ووجدت صوت اخر يقول " ضيف جديد "
فنظرت بدهشه " مين دول " فقلت لا بس دول بشر زي وزيك انت بتكدب عليه انت عايش " نظر لي نظرة تحدي وقال " بس انا اخترت اموت وما استنتش الموت لما يجي " نظرت له نظره سخريه ولكن ليس هذا وقت للسخريه فوجدته يبتسم وقال " انا كل يوم بنادي واقول لايقدر احد ان يهزم الظلام الذي يسكن الدنيا في الليل الا اذا اضاء شيئا يحترق ولكي تضئ الجزء المظلم بداخلك لابد ان تحترق لانك لن تجد من يحترق ليضئ لك حياتك وكل مره اللي يسمعني يجي بس للاسف مبيرجعش تاني وجذبني بقوه لاحيا وسط زملائي الاحياء الموتي....
رانيا الجبالي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق